لا شك أن الثقافة هي أحد أركان بناء وتنمية المجتمعات، إذ تشكل الركن المعنوي فيها لتشمل كافة الجوانب غير المادية والمتمثلة في القيم والأفكار والتقاليد والموروثات والأذواق وغيرها من الجوانب المختلفة التي يختص بها مجتمع معين عن غيره من المجتمعات، لذلك فإن أي محاولة للفصل بين الثقافة وبناء وتنمية المجتمعات هي محاولة فاشلة.
- أدت هذه التغيرات إلى فجوة معرفية بين الأجيال، حيث يواجه الجيل الأكبر صعوبة في فهم الجيل الأصغر بسبب اختلاف المفاهيم الثقافية والقيم.
في النهاية، فإن الثقافة والشخصية ليستا عنصرين منفصلين، بل هما كيانان متداخلان يؤثر كل منهما في الآخر. ومن خلال بناء شخصيات متماسكة وواعية بثقافتها، يمكن للمجتمعات أن تحقق نهضة ثقافية وفكرية متوازنة تحافظ على هويتها، مع الاستفادة من التطورات العالمية بشكل إيجابي.
وبذلك يظهر تغلغل ما هو ثقافي في كل المكونات المجتمعية، مما يعطي الكائن البشري وجودا حضاريا، يختلف به عن كل ما يشاركه الهواء على وجه البسيطة. وبمقدار تَمَلُّك الذات الإنسانية في طابعها الفردي، أو الجمعي لِمَا هو ثقافي بمقدار ما تحقق تميزها. الأمر الذي يجعل الثقافة ذات أبعاد أنطولوجية.
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا اِلْتِئَامُ وَلَا يُلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ
إِذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ الْحَيَاة فَلاَ تأثير الثقافة على السلوك البشري بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَدَرْ
يعبر ذلك المصطلح عن الأشياء المادية والعناصر والمناطق التي يذهب إليها الناس، حيث يساهمون في إدراك سلوك وأيضًا تصورات الأفراد وفهم ثقافاتهم المتنوعة.
يتسلل ما هو قيمي ثقافي من خلال ما جمالي، ولذلك يحمل الفن في طياته الأفكار والمشاعر، ويغدو بمثابة سجل جيني للفئة الاجتماعية التي ينطق باسمها، ويحمل همومها، ويرفع انشغالاتها.
- توضح كيف يمكن للقيم الاجتماعية أن تؤثر على القرارات الشخصية للأفراد.
وتكون الثقافة الجمالية بالتالي قيمة تتحرك في نطاقها أفعال الإنسان، وترتسم على صفحتها صورته المثلى.
توجيه التنشئة الاجتماعية: تلعب الثقافة دورًا مهمًا في توجيه عملية التنشئة الاجتماعية، والتي تشمل تعلم القواعد الاجتماعية والمهارات اللازمة للتفاعل مع الآخرين.
يتيح لنا هذا التحليل إطلاعًا على الدوافع والقيم التي تتحكم في سلوك الأشخاص ضمن سياقهم الثقافي الخاص.
- أثرت التحولات الاقتصادية على طرق العيش والعمل، مما تأثير الثقافة على السلوك البشري أدى إلى ظهور شخصيات أكثر تكيفًا مع المتغيرات السريعة في سوق العمل والمجتمع.
يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الثقافة والشخصية، مع التركيز على كيفية تأثير المحددات الثقافية في تشكيل سمات الأفراد وسلوكياتهم.